رغم العدد الكبير والمتزايد لمستخدمي الإنترنت حول العالم، فإن قلة قليلة منهم فقط تعرف ما هي الإنترنت بالضبط، وآلية عملها، إذ يكتفون بكونهم مستخدمين تجاريهم الشبكة في سهولة استخداماتها من دون أن تتكشف أمامهم بالكامل. وهذا ما قد يضع المستخدمين، من الفئات كافة لا سيما الناشطين منهم، وسط عالم مجهول الخريطة والقوانين، فيصبحون عرضة لمخاطر محتملة كثيرة.
هنا عدد من الأسئلة، البسيطة إنما مهمة، وسيجد الكثيرون الإجابات عنها مفيدة لجهة المعرفة والحماية.
1
ما هي الإنترنت؟
الطريقة الأبسط لمعرفة ماهية شبكة الإنترنت، وآلية عملها، هي مقارنتها بشبكة الهاتف الأرضي التي نعرفها جيداً. إذا، وببساطة فإن شبكة الإنترنت هي شبكة تشبه تلك المستخدمة للهواتف تماماً، إلا أن جهاز الكومبيوتر الموجود على كل طرف (بدلاً من الهاتف) يمكنّنا من تمرير قدر أكبر بكثير من المعلومات أو مجرد صوت المتصل، إذ يمكن من خلال الشبكة تبادل كافة أنواع البيانات.
2
كيف تعمل الإنترنت؟
لنعد إلى نموذج الهاتف الأرضي. فأنت حينما تتصل هاتفياً من منزلك برقم ما في الولايات المتحدة، ماذا يحصل؟ أنت أولاً تطلب هذا الرقم من مقسم الهاتف في منطقتك، وحين “يستوعب” هذا المقسم أنك تتطلب رقماً خارج المنطقة، يحولك إلى مقسم المدينة أو الدولة الذي “يستوعب” بدوره أن هذا الرقم خارجي، فيقوم بتحويلك إلى مقسم الولايات المتحدة الذي سيتعرف أيضاً إلى الولاية المطلوبة ويصلك بها، وهكذا… حتى تصل إلى الرقم المطلوب بدقة. هكذا تعمل الإنترنت بالضبط، وحين يتم الاتصال يمكنك تبادل كافة البيانات التي تسمح بها الإنترنت بالصوت والصورة والنصوص والفيديو الخ…
3
ما هو عنوان الـ
IP؟
كما أن لك رقم هاتف يمكن لأي شخص يريدك أن يتصل بك من خلاله، كذلك في عالم الإنترنت يجب أن يكون لديك عنوان (IP Internet Portal)
تجري من خلاله الاتصالات وتستقبلها عليه. يكون العنوان على هذا الشكل، ويعتمد المبدأ نفسه لرقم الهاتف: أولاً رمز البلد، ثم رمز المدينة، ثم رمز المنطقة، ثم رقمك الشخصي، مثلاً: 212.30.42.20
4
ما هو الـ
DNS؟
بعد اختراع الإنترنت، تبين أنه من الصعب جداً على المستخدم أن يحفظ رقم الـ IP لكل موقع يريد زيارته، فرفدوا اختراعهم بـ”مترجم” يقوم بترجمة هذه الأرقام إلى حروف.
فمثلاً أنت تكتب
google.com
والمترجم يعرف أنك تقصد 209.85.135.104 وهو الرقم المخصص لـ”غوغل” فيحولك إليه. جرّب كتابة هذا الرقم بدلاً من “غوغل” وستحصل على النتيجة نفسها من دون خدمات المترجم. لكن هل يمكنك حفظ كافة أرقام المواقع؟ طبعاً لا، لذلك فهذه الخدمة مفيدة جداً،
علماً أن
DNS
هي اختصار عبارة
Domain Name System.
5
ما هو مزود خدمة الإنترنت أو
ISP؟
كما في الهاتف الثابت، كذلك في الإنترنت، أنت بحاجة إلى من يزودك بهذه الخدمة ويكون صلة الوصل بينك وبين الشبكة العالمية. وتتدرج مزودات خدمة الإنترنت، من حيث الحجم، على الشكل التالي: تصل الإنترنت إلى بلدك من طريق المزود العالمي لهذه الخدمة بواسطة كوابل ضخمة تعبر المحيطات والقارات، ثم يقوم المزود الوطني في بلدك بتوزيعها عبر شبكة خاصة على كافة المدن حيث توجد مزودات أصغر، ثم من مدينتك إلى الحي الذي تسكن فيه، ثم إلى بيتك أو عملك.
6
ما هي سرعة الإنترنت ولماذا هي ضرورية؟
تخيل أن الإنترنت عبارة عن قسطل مياه، والمياه التي تجري فيه هي المعلومات المرسلة والمستقبلة، فكلما كان هذا القسطل أعرض كلما تمكن من تمرير كمية أكبر من المياه. فقط استبدل وحدة القياس من ليتر مثلاً، إلى كيلو بايت في الثانية. كل ما ترسله وتستقبله عبر الإنترنت له حجم معين، إن كان فيديو أو صورة أو نصّاً، وما يؤثر في سرعة الإنترنت في إرسالها أو استقبالها هو عرض الحزمة، وعدد الأشخاص الموزعة عليهم. وفي بلداننا قد تأخذ مزودات الخدمة حزمة غير كبيرة وتوزعها على عدد كبير جداً من الناس فتصلنا الإنترنت قطرة قطرة!
7
كيف تتم مراقبة الإنترنت؟
إذا كنت تتصل بصديق من هاتفك الأرضي، فمن البديهي أن أي هاتف آخر موصول على الخط، بينك وبينه، سيسمعكما بوضوح، إن كان الهاتف المراقِب في صالون منزلك، أو تابع لأحد سكان البناية الذي قام مثلاً بوصل هاتفه على خطك الذي يمر أمام شقته، أو في أحد المقاسم الكثيرة بينك وبين الصديق الذي تحادثه. هكذا بالضبط تتم مراقبة الإنترنت، فهناك جهاز كومبيوتر موجود على الخط بينك وبين جهة الاتصال الأخرى، ويمكنه ببساطة قراءة كافة البيانات التي ترسلها وتستقبلها.
8
ما هو الحل لمراقبة الإنترنت؟
إن الهاتف الأرضي لا يمنحك إمكانية تشفير الاتصال، لكننا نتكلم هنا عن تكنولوجيا متطورة جداً، الكومبيوتر والإنترنت، وهي تتيح لك هذه الخدمة.
إذ يمكنك اختيار خدمة بريد إلكتروني مشفر مثل
Gmail
، أو حتى يمكنك تشفير كافة اتصالاتك الصادرة منك والعائدة إليك عن طريق برامج عديدة.
9
من هم “الهاكرز” أو “قراصنة الإنترنت”؟
إن أول قرصان معلومات في التاريخ هو شخص حفر في منطقة نائية على خط هاتف يصل بين مؤسستين عسكريتين، ثم وصله على هاتفه وتنصت على المحادثات. اليوم ومع التطور التكنولوجي، وكون الجميع موصولاً على الإنترنت، فالقراصنة ليسوا بحاجة إلى الحفر. إذ يمكنهم، وهم جالسون خلف أجهزتهم، اختراق جهازك وسرقة الملفات المخزنة عليه، أو وصل أنفسهم افتراضياً على خطك ومراقبة اتصالاتك على الشبكة.
10
ما هي الفيروسات أو البرامج الخبيثة؟
هي مجموعة من الأدوات والبرامج والحيل، يستخدمها القراصنة للحصول على معلوماتك التي لا تريد لأحد أن يطلع عليها (إلا بمعرفتك وبإذنك). وهذه الأدوات والبرامج تقدّر بالآلاف، ولكل منها وظيفة وطريقة خبيثة محددة لخرق حصانة جهازك والتجسس عليك. فمنها من يراقب كل ما تطبعه على جهازك ويرسل تقاريراً بها، ومنها ما يستطيع سرقة كلمات السر الخاصة بك، ومنها ما يسمح بمراقبة كافة اتصالاتك أو يمكّن القرصان من رؤية ملفاتك، تماماً كما تراها أنت، وبعضها قد يكون شريراً لدرجة أن هدفه لا يتعدى مجرد تخريب الجهاز أو محو الملفات!
11
كيف أحمي نفسي من قراصنة الإنترنت؟
سلمهم لمن كان بهم خبيراً، أو “أعطِ الخبز لخبّازه”. فالقراصنة يستخدمون برامج وأدوات وثغرات وحيل كثيرة جداً لاختراقك، ويستحيل عليك أن تحاربهم بمفردك. لكن، في المقابل، هناك شركات عملاقة لديها مئات الخبراء المتخصصين في محاربه القراصنة، وهذه الشركات تقدم لك برنامجاً جاهزاً أسمه “أنتي فيروس”، لديه قاعدة بيانات تتعرف على الآلاف من أدوات القراصنة وتبطل عملها. أختر لنفسك برنامج “أنتي فيروس” ونصّبه فوراً.
12
التحديث التحديث التحديث أو
Updates!
ما نفعها؟
إذاً هي حرب دائرة، على أرضك أنت، بين قراصنة المعلومات وخبراء الحماية. فلا تحارب عدو اليوم بسلاح البارحة لأنك ستهزم قطعاً. كل برامج الحماية وأنظمة التشغيل، وحتى البرامج العادية تؤمن تحديثاً دائماً لدفاعاتها، وتغلق كل يوم ثغرة جديدة في وجه القراصنة،
فاحرص على أن تمتلك أحدث برامج محاربتهم ولا ترفض تحديثاً
(update)
خصوصاً أنها عادة مجانية ولا تتطلب وقتاً أو جهداً.
إرسال تعليق